{وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (75)}قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} أعاد هذا الضمير لاختلاف الحالين، ينادون مرة فيقال لهم: {أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} فيدعون الأصنام فلا يستجيبون، فتظهر حيرتهم، ثم ينادون مرة أخرى فيسكتون. وهو توبيخ وزيادة خزي. والمناداة هنا ليست من الله؟ لان الله تعالى لا يكلم الكفار لقوله تعالى: {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ} لكنه تعالى يأمر من يوبخهم ويبكتهم، ويقيم الحجة عليهم في مقام الحساب.وقيل: يحتمل أن يكون من الله، وقوله: {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} حين يقال لهم: {اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ} وقال: {شُرَكائِيَ} لأنهم جعلوا لهم نصيبا من أموالهم. قوله تعالى: {وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً} أي نبيا، عن مجاهد.وقيل: هم عدول الآخرة يشهدون على العباد بأعمالهم في الدنيا. والأول أظهر، لقوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً} وشهيد كل أمة رسولها الذي يشهد عليها. والشهيد الحاضر. أي أحضرنا رسولهم المبعوث إليهم. {فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ} أي حجتكم. {فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ} أي علموا صدق ما جاءت به الأنبياء. {وَضَلَّ عَنْهُمْ} أي ذهب عنهم وبطل. {ما كانُوا يَفْتَرُونَ} أي يختلقونه من الكذب على الله تعالى من أن معه آلهة تعبد.